المدافعين والتحكم بالكرة بين أقدامه بسلاسة كبيرة، ودون التعثر أو الشعور بالتعب إلا نادراً، فما الذي يمكن معرفته عن صاحب جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2011 يدعو المتابعين للتعجب و تقدير موهبته أكثر فأكثر.
الجميع يتساءل عن الطريقة التي يعيش بها ميسي حياته الشخصية وما الذي يفعله عند مغادرته ملعب التدريبات أو عند إنتهائه من إحدى المباريات التي يشارك فيها مع برشلونة أو منتخب الأرجنتين، كما يدفع الفضول البعض إلى السؤال عن سبب تلقيبه بـ "الإنسان الكهربائي" لدى معظم عشاقه الذين يعدّون بالملايين حول العالم.
ففي كتاب يتناول أسرار و كواليس حياته الشخصية، تحدث الكاتب الأرجنتيني ليوناردو فاتشيو عن هوايات ميسي وعن أنشطته اليومية وما يحب فعله في أوقات فراغه، وعن بعض اهتماماته أيضاً بالارتباط مع عالم كرة القدم.
وبعد سلسلة من المقابلات التي أجراها مع ليونيل ميسي وأفراد عائلته وبعض نجوم كرة القدم الأرجنتيني كخوان سيباستيان فيرون ودييغو أرماندو مارادونا وخورخي فالدانو، أوصلنا الكاتب إلى عدة ملاحظات عن حياة قائد منتخب الأرجنتين.
وقد كشف فاتشيو عن هذه التفاصيل في حوار مع إحدى الصحف الأرجنتينية جاء كالآتي:
- من هو ميسي؟ إنه شخص خجول، مشتت التفكير، لكنه دائماً ما يحرص على التفاصيل المهمة".
- كيف يقضي يوماً من حياته؟ بعد التدريبات، يأخذ قيلولة طويلة، ما بين ساعتين لثلاث ساعات، يذهب بعدها لتناول العشاء في بيت أخيه، الملفت في الأمر أنه كثير النوم. هذا هو الشيء الذي يعد أكثر ما يمكن أن يشغل وقته به، فهو ينام و يشعر بالملل عندما لا يفعل ذلك. يشعر بملل كبير ولا أحد يشعر به عندما ينام.
- ألا يحب مشاهدة التلفاز؟ بلى، فقد تابع المسلسلات الأمريكية "Lost" "Prison Break"، كما تابع المسلسل الكولومبي "إل كارتيل دي لوس سابوس"، لكنه لم يستمر في مشاهدتها حتى النهاية.
- قلت بأن الكتب بالنسبة له، كأولئك الأشخاص الذين لا يحب إلقاء التحية عليهم. لماذا؟ غوارديولا أهداه كتاب "تعلم كيف تخسر" الخاص بالكاتب دافيد ترويبا، سألته عمّا إذا قرأه، وأجابني بأنه بدأ فيه، لكنه فجأة شعر بالإعياء فتركه. بعدها أكد لي بأنه لم يعد يرغب بقراءته على الإطلاق. والسينما أيضاً لا تعجبه.
- ماذا عن ألعاب الفيديو؟ هذه الأشياء يحبها كثيراً لأنه يتفاعل معها. لها علاقة مع جوهر اللعبة. يشارك ويحاول الفوز.
- ما رأيك في هذه اللامبالاة التي يشعر بها ميسي تجاه كل شيء ليس له علاقة بكرة القدم؟ جميع الأشخاص الذين قابلتهم قبل تحرير هذا الكتاب - الذين يقارب عددهم المائة - اتفقوا على نفس الشيء: أن ميسي لديه انطباع بطيء وكسول خارج أرضية الملعب. أعتقد أن للأمر علاقة مع إدارة مجهوده طوال اليوم، ومع أولويات الحياة.
- ما الذي يعنيه هذا؟ إنها مسألة القيم. كل شيء مرتبط بالتفكير السريع والتحرك ببطء. هناك مثل يفسّر ذلك بشكل واضح: طبّاخ لا ماسيا قال لي بأن ميسي كان دائماً آخر من يجلس على طاولة الأكل. هذا يسمح له بالتموضع في مكان جيد على الطاولة ليتمكن من اللعب مع رفاقه عند الانتهاء. أحياناً البطء يجعلنا قريبين من الشيء الذي نريده.
- كيف كان ميسي في طفولته؟ أستاذته في التعليم الإبتدائي نظّمت في يوم من الأيام مجموعة من الأنشطة المدرسية في غابة للحيوانات. وكان التلاميذ هم الأشخاص الفاعلون، وكل واحد منهم كان يقلد حيواناً يحب شخصيته، وميسي وضع قدمه في المسرح بزي الحلزون.
- يقولون أنه يتواصل مع أستاذته عبر زميلته التي تجلس بجانبه؟ نعم هذا صحيح، هذه الفتاة كانت تجلس خلفه في الفصل الدراسي. عندما يريد قول شيء للأستاذة، يقوم بذلك عبر إيصال الكلام إلى الفتاة بحكم شعوره بالخجل.
في لاماسيا، كان هناك لاعب يؤدي نفس الدور الذي قامت به الفتاة. لقد احتاج لعام كامل قبل أن يتواصل مع بقية رفاقه في الفئات العمرية الصغرى. الآن أخوه الأكبر رودريغو - بجانب والده - هو من يقوم بهذا الدور، لأنه يقوم بالطبخ له، والتحكم بنظامه الغذائي ويسهر على سلامته وأمانه، ويراقب موهبته وثروته الكبيرة.
- أساتذته لا يتذكرون أن ميسي نجح في أي إمتحان على الإطلاق؟ صحيح لم ينجح في أية امتحانات لكنه لم يكن يتغيّب عن فصله الدراسي. ما يهمه كان لعب كرة القدم، كان يعلم بأنه مطالب بالذهاب إلى المدرسة ليحقق ذلك. لم يكن يفعل أي شيء داخل الفصل الدراسي لكنه دائماً ما كان يذهب إلى هناك.
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات