الأحد، 20 سبتمبر 2015

صوت صفير البلبل




كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كان لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله غلام يحفظ القصيدة إذا سمعها مرتين و جارية تحفظ القصيدة إذا سمعتها ثلاثة مرات ..فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة ، يؤلفها طول ليلة وليلتين ثلاث ثم يعرضها للخليفة فيقول له الخليفة

نتيجة بحث الصور عن صوت صفير البلبلإن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له ..ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة ثم ينادي على الجارية التي قد سمعتها ثلاث مرات فحفظتها أيضا فتقولها كاملة ..فيشك الشاعر في نفسه ..وهكذا مع كل الشعراء .. فاكتأب كل الشعراء فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم .. ويقولون له نجلس نؤلف القصيدة طوال الليل من بنيات أفكارنا ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا .. فقال : دعوا الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره .. فقال الخليفة : أتعرف الشروط .. قال : نعم قال : هات القصيدة .. فقال :؟

الماء والزهر معامـع زهرِ لحظِ المٌقَلي
وأنت يا سيدَ ليوسيدي ومولي لي
فكـم فكـم تيمنيغُزَيلٌ عقـيقَلي
قطَّفتَه من وجـنَةٍمن لثم ورد الخـجلي
فـقال لا لا لا لا لاوقــد غدا مهرولي
والحور مالت طربامن فعل هذا الرجلي
فولولت وولولتولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولوليوبيني اللؤلؤ لـي
قالت له حين كـذاانهض وجد بالنقلي
وفتية سقوننيقهوة كالعسللي
شممتها بآنفيأزكـى من القرنفلي
في وسط بستان حليبالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا ليوالطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطبطب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق ليوالرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشـاهشعلى ورق سفرجلي
وغرد القمري يصــيحملل فــي مللي
ولو تراني راكباعلـى حمار اهزلي
يمشي على ثلاثةكمــشية العرنجلي
والناس ترجم جمليفي السوق بالقلقللي
والكل كعكع كعِكَعخلفي ومن حويللي
لكــن مشيت هاربامن خشية العقنقلي
إلى لقاء مـلكمـعظم مبجلي
يأمر لي بحلةحمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيامبغـددا للذيلي
انا الأديب الألمعي منحي أرض الموصلي
نظمت قطـعا زخرفتيعجز عنها الأدبلي
أقول في مطلعهاصوت صفير البلبلي
حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية . قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير : أحضر ما كتبتها عليه فنزنه و نعطيك وزنه ذهباً. قال : ورثت عمود رخام من أبي و قد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي . فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير : أعد المال يا أصمعي . قال : لا أعيده. قال الأمير : أعده . قال الأصمعي : بشرط . قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم و مقولهم . قال الأمير : لك ما تريد .

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات